الإرادة والحل للخروج مما تمر به البلاد

صابر الجرادي:

في كتاب لماذا تفشل الأمم، يوضح الكتاب أن الدول التي فشلت أو سوف تفشل هي الدول التي يسودها نظام استخراجي في السياسة والإقتصاد مع وجود قوة استبدادية مركزيو حيث يستبد بالثروة فئة قليلة.

وفي فشل اليمن و الوضع الراهن الذي يعكس مشهدًا مؤلمًا من الفقر والجهل، حيث يواجه الشعب اليمني تحديات غير مسبوقة من بداية الحرب. إن هذه التحديات ليست مجرد نتائج طبيعية أو عشوائية، بل هي نتاج لسنوات من السياسات الخاطئة والقرارات الفاشلة التي اتخذها الساسة الذين قسموا البلاد إلى شطرين، مما أدى إلى تفشي الفقر وتراجع مستوى التعليم والخدمات الأساسية.

لقد أثبتت التجارب التاريخية للعالم أجمع أن الفقر والجهل لا ينشأن من قلة المعرفة أو الوعي، بل من غياب الإرادة السياسية الحقيقية والقيادة الرشيدة.. لذلك نجد النخب السياسية التي تقود البلاد اليوم ليست سوى تجسيد للنظام السابق الذي ثار الشعب ضده، والذي فشل على مدى سنوات طويلة في تحقيق أي تقدم ملموس. فنجد في حكومة صنعاء تكرر للوعود بالإصلاح والتنمية، ولكنها مجرد شعارات فارغة لم تؤد إلى أي تغيير حقيقي.. وكذلك في حكومة الفنادق ما تسمى ب”الشرعية” أنها أسوأ قيادة في تاريخ البلد، والتي يستمر فشلها يوما بعد أخر.

من ذلك يظهر بوضوح أن الفئات الحاكمة الحالية لن تتمكن من إحداث الفارق المطلوب في حياة الناس؛ بل على العكس، فقد زادت من تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.. حيث بات الفساد والمحسوبية سمة أساسية في إدارة الشأن العام، حيث يُهدر المال العام ويُستغل لمصالح خاصة، كل بما لديه يمرح، بينما يعاني المواطنون من شظف العيش وانعدام الفرص.

إن الأسباب التي أدت إلى تفشي الفقر والجهل في اليمن تتجاوز الجوانب الاقتصادية إلى الجوانب السياسية.. فالنظام الذي يحكم اليوم أثبت أنه أفشل من النظام السابق، مما يعكس عدم وجود رؤية شاملة للتغيير.. فما حكومة الشرعية إلا تلك الأذناب التي كانت في النظام السابق، وحكومة صنعاء وهي السبب الأول، أيضا كانت جزء من النظام السابق ومن الثورة ضده، مع ذلك نجدهم جميعا وبالسياسات التي يعتمدوها اليوم لا تسهم في معالجة جذور المشكلة، بل تعمقها، فلا يزال مستوى الفقر يتزايد ناهيك عن التجهيل المعتمد وسوء الأوضاع من كافة النواحي، مما يثبت حقيقة أن لا أمل يرجى من كافة الأطراف، وأن بقائهم، يعني زيادة الوضع سوءٍ.

إن الحل الأمثل للخروج من هذا الوضع المزري يكمن في إزالة الفئات الحاكمة الحالية، التي أثبتت فشلها على مر السنوات. يجب أن يتم استبدال هؤلاء الحكام بنخب جديدة تتمتع بالرؤية والإرادة السياسية، نخب أكثر وطنية وما أكثرهم رغم كل المحاولات من جميع الأطراف لإخافائهم.

فالحقيقة تكمن في إرادة الشعب، فإرادة شعبية قوية تسعى إلى إحداث ثورة جديدة، ثورة تعيد بناء المؤسسات وتضمن مشاركة فعالة من جميع فئات المجتمع، وحدها قادره على إصلاح هذا الفساد.

إن إزالة الفئات الحاكمة الفاشلة ليست مجرد خطوة سياسية، بل هي ضرورة ملحة لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، ثم يجب تمكين القوى الوطنية الشريفة التي تسعى إلى بناء دولة مدنية قائمة على أسس العدالة والشفافية. كل ذلك يبدأ بفهم ووعي الشعب وإدراكهم للحقيقة التي لن تنجوا البلاد بدونها، حيث يكون لكل فرد دور في صياغة مستقبل البلاد، وصياغة المؤسسات التي تحترم حقوقه وتعمل على تحقيق مصالحه، لأنها تعد حجر الزاوية لأي نهضة حقيقية.

فحقيقة الوضع في اليمن يتطلب إعادة تقييم شاملة للقيادة الحالية وإحداث تغييرات جذرية تتجاوز الشكليات. من التركيز على بناء نظام سياسي واقتصادي يتسم بالشفافية والكفاءة، ويعكس طموحاتنا كشعب يمني، في تحقيق حياة كريمة. فالتغيير منذُ الأزل لا يأتي من خلال الشعارات، بل من خلال العمل الجاد والتفاني في خدمة الوطن. لأننا نستحق مستقبلًا أفضل، ومستقبلًا يعتمد على الإرادة الشعبية والتغيير الجذري.

تعليق واحد

  1. ابدعت ياصديقي بالقول واوافق الراي نحن الان ضمن معركة الوعي يوجد ناس من خلال متابعتي لهم يملكون فكر الوعي نستحق ان نشغل جميع الشباب والجاهلون ونشرح كيف يحصل ذالك من هو عدوك الحقيقي
    قادة معركة الوعي (بلال غنام+واصل عباد+….. الخ) ذان الله مايخيب الضن بهم وبغيرهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى